عن المؤتمر


لا يعيش الانسان في فراغ وإنما هو في تفاعل مستمر مع البيئة التي يعيش فيها لذلك فإن أي دراسة للإنسان لا يمكن أن تستكمل مقوماتها اذا هي أغفلت هذه العلاقة بينه وبين البيئة في كل زمان ومكان.
وتشير الدراسات أن هناك تفاعل بين الانسان والبيئة منذ أن ظهر النوع البشرى على الأرض ويشكل هذا التفاعل جانباً أصيلاً من تطور الانسان, وتظل العلاقة بين الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه والبيئة علاقة قديمة بقدر ما هي وثيقة تختلف في شكلها وتتباين باختلاف المجتمعات وأنماط الحياة السائدة فيها. ومع سعى الإنسان الدائم نحو مزيد من إشباع حاجاته فقد أصبح ضروري حفاظاً على استمرار إشباع حاجات الحاضر دون التضحية بإمكانية وقدرة موارد البيئة على إشباع حاجات المستقبل أن تدخل الاعتبارات البيئية في قلب الجهود الموجهة للتنمية.
لذا يطرح المؤتمر إشكالية هامة في التفكر في مصير الثقافة – المجتمع والبيئة التي يعيش بها وعليها الناس, فإذا كنا نريد استغلال إمكانيات البيئة وتجنب عوامل تدهورها فإن التنمية يجب ان تتم في اتجاه تعظيم الجوانب الايجابية في البيئة وتقليل جوانب القصور والسلبيات البيئية الى أدنى حد ممكن.
وإذا أردنا حقاً تحقيق تقدماً منظماً, فإن التكنولوجيا يجب أن تستوعب داخل الثقافة القائمة بحيث يضع المجتمع يده على بداية طريق التقدم والنمو, إذ أن الإبداعات العلمية للبشر لها علاقة وثيقة بالبيئة التي يعيش بها الإنسان.