الجودة Quality :
هناك تعريفات عديدة لمعنى الجودة ،وكل منها ينظر إلى الجودة من زاويته كما هو الحال في جميع مفاهيم العلوم الإنسانية فقد عرف ابن منظور في معجمه لسان العرب كلمة الجودة بأن أصلها ” جود ” والجيد نقيض الرديء ، وجاد الشيء جوده ، وجوده أي صار جيداً ، وأجاد أي أتى بالجيد من القول والفعل ( ابن منظور ، 1984 ، 72 ) ،
والجودة في التعليم مرتبطة بعمليتي التعلم والتعليم ، وكذلك بالإدارة، وذلك من أجل ربط التعليم بحاجات المجتمع ، وإحداث تغير تربوي هادف ، وبناء وتنمية ملكة الإبداع عند المتعلمين ،ويحدث التعلم عندما يحدث تفاعل بين المتعلم وبيئته ، ونحن نعرف أن التعلم قد حدث عندما نلاحظ أن سلوك المتعلم قد تعدل ، ودورنا نحن أن نتيح الفرصة لحدوث التفاعل كي يحدث التعلم، وهذا يعني توفير كل الشروط والبيئة الصالحة للتعلم ، مما يستوجب وضع معايير للعمليات ، بما يشمل نظام محدد للتأكد من جودة التعليم.
- كما تعرف الجودة بأنها تأهيل المؤسسة للحصول على شهادة الجودة أي تحقيق متطلبات المواصفات العالمية ISO ، بعد إسقاطها على المؤسسة التعليمية، وإعادة صياغتها، لتصبح قابلة للتطبيق في التعليم العالي .
- كما تعرف الجودة بأنها جملة من المعايير والخصائص التي ينبغي أن تتوافر لجميع عناصر العملية التعليمية بالجامعة سواء منها ما يتعلق بالمدخلات أو المخرجات التي تلبي احتياجات المجتمع ومتطلباته ورغبات المتعلمين وحاجاتهم وتتحقق من خلال الاستخدام الفعال لجميع العناصر البشرية والمادية بالجامعة .
وتعرف الجودة أيضاً بأنها: تكامل الملامح والخصائص لمنتج أو خدمة ما بصورة تمكن من تلبية احتياجات ومتطلبات محددة أو معروفه ضمنا ، أو هي مجموعة من الخصائص والمميزات لكيان ما تعبر عن قدرتها على تحقيق المتطلبات المحددة أو المتوقعة من قبل المستفيد” .
- ويعتبر مفهوم الجودة وفقاً لما تم الإتفاق عليه في مؤتمر اليونسكو للتعليم الذي أقيم في باريس في أكتوبر 1998م ” أن الجودة في التعليم العالي مفهوم متعدد الأبعاد ينبغي أن يشمل جميع وظائف التعليم وأنشطته مثل:
1- المناهج الدراسية .
2- البرامج التعليمية .
3- البحوث العلمية .
4- الطلاب .
5- المبانى والمرافق والأدوات .
6- توفير الخدمات للمجتمع المحلى .
7- التعليم الذاتى الداخلى .
8- تحديد معايير مقارنة للجودة معترف بها دولية.
وتعتبر الجودة أحد أهم الوسائل والأساليب لتحسين نوعية التعليم والارتقاء بمستوى أدائه في العصر الحالي الذي يطلق عليه بعض المفكرين بأنه عصر الجودة ، فلم تعد الجودة ترفاً ترنو إليه المؤسسات التعليمية أو بديلاً تأخذ به أو تتركه الأنظمة التعليمية ، بل أصبح ضرورة ملحة تُمليها حركة الحياة المعاصرة ، وهي دليل على روح البقاء لدى المؤسسة التعليمية
يعتبر ادوارد ديمنج رائد فكرة الجودة الشاملة حيث طور أربعة عشر نقطة توضح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة ، وتسمى هذه النقاط ” جوهر الجودة في التعليم ” وتتلخص فيما يلي:-
1- إيجاد التناسق بين الأهداف.
2- تبني فلسفة الجودة الشاملة.
3- تقليل الحاجة للتفتيش .
4-إنجاز الأعمال المدرسية بطرق جديدة.
5-تحسين الجودة ، الإنتاجية ، وخفض التكاليف.
6-التعلم مدى الحياة.
7-ممارسة روح القيادة في التعليم.
8-التخلص من الخوف.
9- إزالة معوقات النجاح.
10- توليد ثقافة الجودة لدى العاملين.
11- تحسين العمليات.
12- مساعدة الطلاب على النجاح.
13- الالتزام.
14- المسئولية.
والجودة والإتقان مبدأ إسلامي قال الله تعالى ((صنع الله الذي أتقن كل شيء )) سورة النمل ((الآية 88 )) وقال تعالى ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))سورة التوبة ((الآية 105 )) وقال تعالى ((إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)) سورة الكهف ((الآية 30 )) وقال رسول الله (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) أي يحكمه ويجيده وفي الوقت الحاضر أصبح نظام الجودة في التعليم سمة العصر الذي نعيشه يحتضن جميع جوانب العملية التعليمية كالمنهج الدراسي والمعلم والطالب ومصادر التعلم والبيئة الجامعية والمجتمع الجامعي .