مقال ا د وائل بكري عميد الكلية لجريدة الأهرام حول افتتاح المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم

https://gate.ahram.org.eg/daily/News/998204.aspx

عميد آثار جامعة قنا: يعيد تقديم حضارتنا القديمة فى ثوب معاصر

أكد الدكتور وائل بكرى رشيدى، عميد كلية الآثار بجامعة قنا، أن المتحف ليس مجرد صرح أثرى، بل مشروع وطنى شامل يُعيد تقديم الحضارة المصرية فى ثوب معاصر، يجمع بين العمارة المبهرة والمحتوى الثقافى الغنى. وحول أهمية هذا المشروع التاريخى وما يحمله من أبعاد حضارية واقتصادية وسياسية، كان لـ «الأهرام» هذا الحوار مع الدكتور وائل بكرى رشيدى.

 

كيف تقيم افتتاح المتحف المصرى الكبير كأحد أبرز المشروعات القومية فى عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

إن افتتاح المتحف المصرى الكبير يُعد نقلة حضارية كبرى، ليس فقط لأنه متحف يضم آلاف القطع الأثرية، ولكن لأنه مشروع عمرانى وثقافى ضخم يغير من خريطة السياحة والثقافة فى مصر، كما أن ضخامة المساحة المقام عليها المتحف، والتصميم الهندسى المبتكر، والموقع الفريد على بعد كيلو مترين فقط من أهرامات الجيزة، جميعها عوامل جعلت منه صرحًا عالميًا متفردًا. والدولة أولت اهتمامًا بتطوير محيط المتحف والطرق المؤدية إليه، وإقامة جداريات تُخلّد رموز الحضارة المصرية، بما يعكس اهتمام القيادة السياسية بتقديم وجه حضارى متكامل للعالم، كما أن المتحف يمثل واحدًا من أبرز إنجازات الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لما سيحققه من مردود ثقافى وسياحى واقتصادى يُسجل فى تاريخ مصر الحديث.

وافتتاحه يحمل رسائل سياسية وثقافية مهمة، فمصر التى أبهرت العالم منذ آلاف السنين بأهراماتها ومعابدها، ما زالت تبهره اليوم بقدرتها على تشييد أكبر متحف أثرى فى العالم. ويُعيد للعالم وعيه بأهمية الحضارة المصرية كمصدر للمعرفة والإلهام. وافتتاح المتحف فى هذا التوقيت رسالة طمأنينة واستقرار، تؤكد أن مصر بلد الأمن والأمان، وقلب الشرق الأوسط النابض بالسلام.

كيف يمكن أن يسهم المتحف فى تعزيز مكانة مصر سياحيا واقتصاديا؟

المتحف سيصبح وجهة رئيسية للزوار والباحثين من مختلف دول العالم، مما سيُحدث طفرة فى حركة السياحة الثقافية بمصر.، فالموقع المتميز بجوار الأهرامات، والتجربة المتكاملة التى يقدمها المتحف من عرض بصرى وتاريخى فريد، ستجعل منه قبلة للمهتمين بالحضارة المصرية القديمة، مما يعود بالنفع الاقتصادى والثقافى على الدولة. كما أنه مصدر اقتصادى قوى، نظرًا لحجم الإقبال المتوقع عليه من الزوار سنويًا، ويُنعش قطاعات الفنادق والخدمات والمنتجات الثقافية المرتبطة به.

إلى أى مدى يعكس المشروع رؤية الدولة لبناء القوة الناعمة المصرية من خلال الثقافة والآثار؟

المتحف المصرى الكبير يجسد رؤية الدولة فى توظيف الثقافة والآثار لبناء قوتها الناعمة، كما أن اختيار موقعه وتوقيته وتصميمه المهيب يعكس وعيًا سياسيًا وثقافيًا متقدما وافتتاحه سيجعل أنظار العالم تتجه نحو مصر مجددًا، لتتأكد مكانتها كحاضنة للحضارة الإنسانية ومركز إشعاع ثقافى عالمى. ولذلك فأنا أدعو كل مصرى للفخر ببلده وتاريخه العظيم، وزيارة هذا الصرح العالمى الذى يُجسد هوية مصر الثقافية والحضارية. علينا أن نُعلم أبناءنا قيمة حضارتنا ونغرس فيهم حب الوطن، فالمتحف المصرى الكبير هو بحق هدية مصر للعالم، وإنجاز يسطره التاريخ فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائد النهضة الحضارية الحديثة.